الله أكبر ولله الحمد

هذه المدونة تعبر عن رأي محررها فقط

الله أكبر ولله الحمد

الثلاثاء، 26 مايو 2009

يبوس لا تستصرخي أحداً



لماذا أنا دون عن الجميع؟!

لماذا؟!


تتساقط الحروف من بين أصابعي لتبوح بما يملؤني من آلامٍ لتصرخ علّها توصل صوتها إلى تلك البقعة من الكون التي تسكن داخلي فيرتدّ صداها يحمل من طهر الجبال التي ارتدّ عنها ومن قدسية الوديان والسهول والأنهار التي مرّ فوقها ليرتطم بوجهي فيلقي عليه شيئاً من قدسيتها.

نعم إنّها هي أرض الطهر والقداسة أرض امتزج ترابها بأجساد الأنبياء والرسل ونمت أشجارها على قبور القديسين.. أرض سارت أنهارها في بقعة من الجنة... إنّها سر شباب الكون الدائم ومنبع كلّ جميل في هذا الكون.. إنها أرض المحشر والمنشر مسرى النبي الكريم وطريق آلام يسوع المسيح.. هي أرض القدسيّة منذ الخلق وإلى آخر الدنيا. إليها تهفو العيون وترنو القلوب للصلاة بين أعمدة الكنائس وأروقة المساجد التي تتحدّث كلها عن عظمة من عبد وروعة المعبود.

"يبوس" هو أول الأسماء وأجملها، هو اسمها العربي الأول قبل أنْ يعرف أيّ عبري طريقه إليها... قبل أنْ يولد أحد منهم.

"يبوس" وُلِدت يوم الخلق لتحمل آلام الأرض لتحمِل على كاهليها أكثر الناس بغضاً شراذم من مختلف العروق يدّعون الانتماء إلى قومية اختلقوها ونسوا أو تناسوا ما فعلت هذه الأرض عندما حاول من يدّعون بأنّهم أجدادهم "قتلة الأنبياء والرسل" أنْ يدنّسوها تناسوا كيف أنهم سحبوا بالسلاسل كالبعير حفاة عراة عندما حاولوا مسّ خصلة شعر من خصال شعرها.

اليوم في "يبوس" الكثير الكثير ممن يحاولون قصّ شعرها وهتك عرضها ولكنْ هل خبت جذوة قدسيتها أم أنّها أمست بعد كلّ هذه السنين غير قادرة على طرد أولائك الغرباء.

يبوس اليوم تهوّد والآلاف من أهلها قد شرّدوا وهي تصيح لماذا أنا؟!

تستصرخ القاصي والداني.. تنادي أبناء جلدتها العرب.. تستنجد أتباع المسيح وتذكّرهم بطريق آلامه.. تناجي المسلمين وترسم صورة حائط البراق الذي أمسى محجّاً ليهوديّ قادم من روسيا لا يعرف اليهودية ولا يجيد العبرية.

فأين أنتم جميعاً يا من تدّعون ليبوس النسب والقربى؟!!

يبوس لا تستصرخي فالمسلمون نسوا مسرى نبيهم، فهم اليوم بعيدون عنك مسافة لا يفرض معها عليهم الجهاد.

يبوس لا تستصرخي فالمسيحيون نسوا جبل الزيتون حيث قضى يسوع ليلته الأخيرة وأُشغِلوا بانتظار عودته.

يبوس لا تستصرخي أحداً.

يبوس لا تستصرخي أحداً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق